الأربعاء، 25 يناير 2017

رؤية فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم

كان صلى الله عليه وسلم يلبس على رأسه العمامة، وأحياناً يلبس شيئاً سماه العرب قلنسوه، أي طاقيه يضع فوقها العمامة، وأحياناً يلبس العمامة بدون طاقية، وأحيانا يلبس الطاقية بدون عمامة، وأحياناً يضع على العمامة ما يسمى بالشال، وأحياناً يرخيه على كتفيه، وقد ورد أنه فعل ذلك عندما سُئل من الله عز وجل: {يَا مُحَمَدُ هَلْ تَدْرِيَ فِيمَ يَخْتَصِمُ المَلأُ الأَعْلَى؟ قَالَ قُلْتُ لا، قَالَ فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَهَا بَيْنَ ثَدْيَيَّ أَوْ قَالَ في نَحْرِي فَعَلِمْتُ مَا فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ} {1}

فأرخى شال عمامته على الموضع الذي في ظهره، مع تنزيه الله عز وجل عن اليد والحركات والسكنات، فهو سبحانه وتعالى كما قال عن ذاته: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} الشورى11

وكان صلى الله عليه وسلم أحياناً يُصلي وليس هناك شيء على رأسه، كل هذه الكيفيات وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لا نحجب فضل الله، ولايتمسك أحدنا برأي أعجبه ويظن أنه وحده على الصواب وأن غيره على الخطأ.

فسُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم واسعة، والأمر فيه سعة ما دام الانسان يتابع الحَبيب، فالحَبيب صلى الله عليه وسلم إن تابعه الإنسان في أي جنب من جوانبه فهو مصيب، ويستحيل على أي امرئ أياً كان أن يتابع الحَبيب على كل طُرُقه، نحن نستطيع أن نتابعه في جهة ونسأل الله أن يتم علينا ذلك، وأن يعيننا على ذلك، لكن متابعته بالكليه تعجز عنها كل البشرية ولو اجتمعوا جميعاً على ذلك، لأنه صلى الله عليه وسلم أكمل الكاملين، وأعبد العابدين، وأشكر الشاكرين، وأذكر الذاكرين لله عز وجل.

هنا يظهر لنا عظمته التي أوجده الله عليها، فإن الله ملَّكه في حياته الجزيرة العربية كلها، وبلاد اليمن، وجاءته الخيرات من كل فج، ومع ذلك كان يرفض أن يتوسع في المباحات لأنه قدوة لأُمَّته صلى الله عليه وسلم.

دخل عليه سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوماً فإِذَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَاقِدًا تَحْتَ رَأْسِهِ وِسَادَةٌ مِنْ أَدَمٍ مَحْشُوَّةٌ لِيفًا، وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الأَرْضِ إِلا الْحَصِيرُ، وَأَثَّرَ الْحَصِيرُ فِي جَنْبِهِ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عُمَرُ ذَرِفَتْ عَيْنَاهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: {مَا يُبْكِيكَ يَا عُمَرُ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كِسْرَى وَقَيْصَرُ عَدُوَّا اللَّهِ يَفْتَرِشَانِ الدِّيبَاجَ وَالْحَرِيرَ وَأَنْتَ نَبِيُّهُ وَصَفِيُّهُ وَلَيْسَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الأَرْضِ إِلا الْحَصِيرُ وَوِسَادَةٌ مَحْشُوَّةٌ لِيفًا، وَعِنْدَ رَأْسِهِ أُهْبَةٌ فِيهَا رِيحٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: أُولَئِكَ عُجِّلَتْ لَهُمْ طَيِّبَاتُهُمْ} {2}

وقال صلى الله عليه وسلم: {كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الْقَرْنِ قَدِ الْتَقَمَ الْقَرْنَ وَاسْتَمَعَ الإِذْنَ مَتَى يُؤْمَرُ بِالنَّفْخِ فَيَنْفُخُ} {3}

فكان صلى الله عليه وسلم تارة ينام على الحصير، وتارة ينام على التراب، وتارة ينام على فراش من أدم أي الجلد الخالي من الشعر أو الصوف، وهذا الجلد محشو بالليف ووسادته كذلك، وكان الفراش العظيم عبارة عن عباءة تنتقل معه عند زوجاته يطوونها طيتان ويفرشونها على فراشه.

{سُئِلَتْ عَائِشَةُ: مَا كَانَ فِرَاشُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِكِ؟ قَالَتْ: مَنْ أدم حَشْوَهُ لِيفٌ. وسُئِلَتْ حَفْصَةُ: مَا كَانَ فِرَاشُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِكِ؟ قَالَتْ: مَسْحاً نَثْنِيهِ ثَنْيَتَيْنِ فَيَنَامُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ لَيْلَةٍ قُلْتُ: لوْ ثَنَيْتِهِ أرْبَعَ ثَنَيَاتٍ كَانَ أوْطَأ لَهُ، فَثَنيْنَاهُ لَهُ بِأرْبَعِ ثَنَيَاتٍ، فَلَمَّا أصْبَحَ. قال: مَا فَرَشْتُمُونِي اللَّيْلَةَ؟ قَالَتْ: قُلْنَا: هُوَ فِرَاشُكَ، إِلاَّ أنَّا ثَنَيْنَاهُ بِأرْبَع ثَنَيَاتٍ. قُلْنَا: هُوَ أوْطَأ لَكَ. قال: رُدُّوهُ لِحَالِهِ الأولَى، فإنه منعًتْنِي
وَطْأَتُهُ صَلاَتِي اللَّيْلَةَ}
 {4}

ينبهنا إلى ما نحن فيه الآن من الذين ينشدون الفراش الوثير والترف في النوم، كيف يقومون لله؟ كيف يناجون الله في وقت الأسحار؟ قال صلى الله عليه وسلم: {يَنْزِلُ اللَّهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ حِينَ يَمْضِي ثُلُثُ اللَّيْلِ الأَوَّلُ فَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ فَلا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُضِيءَ الْفَجْرُ} {5}

فهل صاحب الفراش الوثير يقوم الى ذلك؟ فكان صلى الله عليه وسلم بهديه الكريم كلاماً يُقتدى به ويُرتجي به ويكون الخلق أجمعين سعداء إذا اهتدوا بهديه صلوات الله وسلامه عليه.

فكان صلى الله عليه وسلم متقللاً من أمتعة الدنيا كلها، وقد أعطاه الله مفاتيح خزائن الأرض كلها فأبى أن يأخذها، واختار الآخرة عليها، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: {دَخَلَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَرَأَتْ فِرَاشَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَبَاءَةً، فَقَالَتْ: مَا لَهُ فِرَاشٌ غَيْرَ هَذَا؟ قُلْتُ: لا وَاللَّهِ، مَا لَهُ فِرَاشٌ غَيْرُهُ، فَعَمَدْتُ إِلَى سَبِيبَةٍ مِنَ السَّبَائِبِ، فَحَشَتْهَا صُوفًا، ثُمَّ أَتَتْنِي بِهَا، فَقَالَتْ: لِيَكُنْ هَذَا فِرَاشُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا جَاءَ، قَالَ: يَا عَائِشَةُ، مَا هَذِهِ؟ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: رُدِّيهِ، قَالَتْ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ عِنْدِي، وَلَمْ أَرُدَّهُ، وَأَعْجَبَنِي أَنْ يَكُونَ فِي بَيْتِي، فَجَاءَ، فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ، أَلَمْ آمُرُكِ أَنْ تَرُدِّيهِ؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَمْ أَرُدَّهُ، وَأَحْبَبْتُ أَنْ يَكُونَ فِي بَيْتِي، فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ، رُدِّيهِ، فَإِنِّي لَوْ شِئْتُ لأَجْرَى اللَّهُ مَعِيَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ} {6}

فما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعاً قط، إن فرش له اضطجع وإلا اضطجع على الأرض، وكان صلى الله عليه وسلم يتغطى باللحاف، وكان وساده الذي يتكأ عليه من أدم حشوه ليف كما أسلفنا، وروى أنه صلى الله عليه وسلم: {كَانَ يَسْتَحِبُّ أَنْ يَكُونَ لَهُ فَرْوَةٌ مَدْبُوغَةٌ يُصَلي عَلَيْهَا} {7}

صياغة القلوب والعقول بخلق القرآن وقيم الإسلام


كيف صنع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كياناً جديداً لأمته؟ كيف غيَّر حالهم وبدَّل واقعهم؟ وما الأساس الذي أرساه ليحدث هذا التغيير والتبديل الدائم والمستمر؟ كيف حوّلهم صلى الله عليه وسلم من أحوال الجاهلية التي كانوا غارقين فيها وجمَّلهم بأحوال مختلفة مازالت موضع عجبٍ كلِّ البرية من يومها وإلى يوم الدين؟

إن النبى صلى الله عليه وسلم تمكَّن في مجتمع المدينة وفيما يقرب من العشر سنوات أصلح الأفراد جميعهم، فالأُسر، فالمجتمع كله، ومنه انطلقوا إلى الوجود بأسره بالتربية الإيمانية التي وضع صلى الله عليه وسلم من خلالها الأسس الراسخة للإصلاح قولاً وعملاً في جميع النواحى بدءاً من العقيدة إلى أى تفصيل شئت.

ثمَّ انتقل صلى الله عليه وسلم للرفيق الأعلى وتعداد أمته مائة وأربعة وعشرون ألفاً، منهم ثمانية ألاف من البارزين على درجاتهم، ثم انطلقت تلك الأمة الوليدة وأحثَّت السير على نفس المنهاج ليصلحوا أحوال العباد وينشروا الخير والحقَّ والعدل في البلاد، وتبعهم أسلافهم من بعدهم على نفس الأسس التربوية الإيمانية، حتى تمكنت أمة الإسلام في سنوات قلَّة من إزاحة الأمم الكبرى عن عروشها وتربعت هى على عرش الوجود الإنساني والأخلاقي والإجتماعي والإقتصادي والعلمي والعسكري والتنموي في العالم كله{1}

بل ولكى نعلم أنَّ هذا الذي صنعه بهم صلى الله عليه وسلم قابلٌ للتطبيق في كل زمان ومكان، نجد أيضاً أنَّ الأمة نفسها كلما حاقت بها شديد الظلمات نجد لها وقفة تهُبُّ فيها من سُباتها وتنفض غبار الكسل واللامبالاة عن شبابها، وتهُبُّ فتستعيد أمجادها، حدث ذلك كثيراً وأنتم تعلمون ذلك جيداً بمطالعة تاريخنا العظيم، فما السر؟

هناك قاعدة للإنطلاق، كلما عادت لها الأمة وأنطلقت منها تجاوزت كبوتها ونالت مرادها وسادت زمانها واستمرت على تسيُّدها ما حافظت عليها، فإذا فترت عزيمتها وقلَّت همَّتها وحادت عن السبيل ضاعت هيبتها وتلاشت سيادتها شيئاً فشيئاً حتى تصبح كثرتها كغثاء السيل كما نرى

فما السرُّ في ذلك؟ ما سرّ نهضة الأمة في عصر النبى صلى الله عليه وسلم وصحابته الأخيار؟ وما سرّ نهوض الأمة من كبوتها تارة في مواجهة المغول؟ وتارة في مواجهة الصليبيين؟ ومرة مع الدولة العثمانية التى اجتاحت أوروبا كلها ناشرة للإسلام؟ وغيرها من المرَّات والمرَّات التى ظهرت فيها قوة الإرادة، ما السرُّ في ذلك كله؟

ولأسهِّل الأمر عليكم وأقرِّب لكم المسألة: سأسألكم ما أول الأمور التى علَّمها النبى للأمة؟ هل علمهم الصلاة التى هى عماد الدين؟ لا، لم يعلمهم الصلاة أولاً، بل جلس معهم صلى الله عليه وسلم اثنى عشرة عاماً في دار الأرقم بن أبي الأرقم إلى أن فرضت الصلاة – لأن الصلاة فرضت قبل الهجرة بعام والرسول صلى الله عليه وسلم مكث في مكة ثلاثة عشر عاماً – فماذا كان يفعل معهم كل تلك الأوقات؟ ماذا كان يعلِّمهم؟ أو يقول لهم؟ كان صلى الله عليه وسلم يربِّيهم، وهذا هو السرُّ، هذا هو سرُّ النهضة ... التَّربية الإيمانية

كان يزكِّي النفوس، ينقِّى القلوب، يطهِّر الصدور، وبإجمالٍ يربِّي أصحابه على الخلق القويم والنهج المستقيم أى يقوم بتشكيل عالم أصحابه الداخلي "القلوب" تشكيلاً متكاملاً على أسس الدين الجديد، كان عليهم أن يتمُّوا ذلك داخلياً قبل أن ينطلقوا لإعادة تشكيل واقعهم خارجياً، وهذا هو لبُّ سرِّ الإصلاح والتنفيذ العملي الذى طبقه صلى الله عليه وسلم لقول المنعم الفتَّاح لدعاة التغيير والنجاح والفلاح والإصلاح: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} الرعد11

وفي ذلك يقول د. محمد عمارة: {وعلى إمتداد المرحلة المكية- ثلاثة عشر عاماً- أى أكثر من نصف عمر الرسالة- كانت الصناعة الثقيلة التي أقامها رسول الله صلى الله عليه وسلم هي إعادة صياغة الإنسان، بإقامة الأصول وتجسيدها في القلة المؤمنة، وفي دار الأرقم بن أبي الأرقم – مدرسة النبوة والمؤسسة التربوية الأولى في تاريخ الإسلام- كانت صياغة القلوب والعقول بخلق القرآن وقيم الإسلام}
{2}

مجموعة مباركة من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم


هذه مجموعة مباركة من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في الترغيب في الاستغفار بتحقيق الشيخ الألباني

1- عن أنس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة
قال الألباني ( حسن لغيره ) صحيح الترغيب والترهيب [ جزء 2 - صفحة 124 ]

2- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال إبليس وعزتك لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم فقال وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني
قال الألباني ( حسن لغيره ) صحيح الترغيب والترهيب [ جزء 2 - صفحة 124 ]

3- وعن عبد بن بسر رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول طوبى لمن وجد في صحيفته استغفار كثير
قال الألباني( صحيح ) صحيح الترغيب والترهيب [ جزء 2 - صفحة 125 ]

4- وعن الزبير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أحب أن تسره صحيفته فليكثر فيها من الاستغفار
قال الألباني ( حسن ) صحيح الترغيب والترهيب [ جزء 2 - صفحة 125 ]

5- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة فإن هو نزع واستغفر صقلت فإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه فذلك الران الذي ذكره الله تعالى ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون )
قال الألباني ( حسن ) صحيح الترغيب والترهيب [ جزء 2 - صفحة 125 ]

6- وعن علي رضي الله عنه قال كنت رجلا إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله به بما شاء أن ينفعني وإذا حدثني أحد من أصحابه استحلفته فإذا حلف لي صدقته وقال وحدثني أبو بكر رضي الله عنه وصدق أبو بكر أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد يذنب ذنبا فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر له ثم قرأ هذه الآية والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم إلى آخر الآية
قال الألباني ( صحيح ) صحيح الترغيب والترهيب [ جزء 2 - صفحة 125 ]

7- وعن بلال بن يسار بن زيد رضي الله عنه قال حدثني أبي عن جدي أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان فر من الزحف
قال الألباني ( صحيح لغيره ) صحيح الترغيب والترهيب [ جزء 2 - صفحة 125 ]

8- قال صلى الله عليه وسلم: ( استغفروا ربكم إني استغفر الله و أتوب إليه كل يوم مئة مرة )
قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 944 في صحيح الجامع

9- قال صلى الله عليه وسلم: ( إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطئ فإن ندم و استغفر الله منها ألقاها و إلا كتبت واحدة )
قال الشيخ الألباني : ( حسن ) انظر حديث رقم : 2097 في صحيح الجامع

10- قال صلى الله عليه وسلم: ( إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين و ثلاثمائة مفصل فمن كبر الله و حمد الله و هلل الله و سبح الله و استغفر الله و عزل حجرا عن طريق الناس أو شوكة أو عظما عن طريق الناس و أمر بمعروف أو نهى عن منكر عدد تلك الستين و الثلاثمائة السلامى فإنه يمسي يومئذ و قد زحزح نفسه عن النار )
قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 2391 في صحيح الجامع

11- قال صلى الله عليه وسلم: ( على كل نفس في كل يوم طلعت عليه الشمس صدقة منه على نفسه من أبواب الصدقة : التكبير و سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و استغفر الله و يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر و يعزل الشوك عن طريق الناس و العظم و الحجر و تهدي الأعمى و تسمع الأصم و الأبكم حتى يفقه و تدل المستدل على حاجة له قد علمت مكانها و تسعى بشدة ساقيك إلى اللهفان المستغيث و ترفع بشدة ذراعيك مع الضعيف كل ذلك من أبواب الصدقة منك على نفسك و لك في جماعك زوجتك أجر أرأيت لو كان لك ولد فأدرك و رجوت أجره فمات أكنت تحتسب به ؟ فأنت خلقته ؟ فأنت هديته ؟ فأنت كنت ترزقه ؟ فكذلك فضعه في حلاله و جنبه حرامه فإن شاء الله أحياه و إن شاء أماته و لك أجر )
قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 4038 في صحيح الجامع

12- قال صلى الله عليه وسلم: ( ما أصبحت غداة قط إلا استغفرت الله تعالى فيها مائة مرة )
قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 5534 في صحيح الجامع

13- قال صلى الله عليه وسلم: ( من استغفر للمؤمنين و للمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن و مؤمنة حسنة )
قال الشيخ الألباني : ( حسن ) انظر حديث رقم : 6026 في صحيح الجامع

عقوبات ترك الصلاة


الإنسان الذي سيترك الصلاة فإني أعجب منه، كيف لا ينظر إلى العقوبات التي تنزل عليه فوراً، وحالاً، وآناً من الله؟ إن الذي يستشعر ذلك الذي يحافظ على الصلاة، فإذا تركها فترة بسيطة يجد العقوبة آتية فوراً، لأن الله يريد أن يحافظ عباده على الصلة التي بينهم وبينه، وهذا لا يتأتى إلا من خلال الصلاة، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: {مَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّلاةِ كَانَتْ لَهُ نُورًا وَبُرْهَانًا، وَنَجَاةً مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا، لَمْ يَكُنْ لَهُ نُورٌ وَلا بُرْهَانٌ وَلا نَجَاةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَكَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ وَهَامَانَ وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ}{1}

هؤلاء هم أصحابه الذين سيكونون معه هناك، أما عن أصحابه الذين هم معه الآن ويظن نفسه أنه يضحك عليهم سيأتي هناك ويجد نفسه في ناحية وهم في ناحية، ويكون بينه وبينهم بُعدُ المشرقين قال صلى الله عليه وسلم: {أَلاَ لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ فَأُنَادِيهِمْ: أَلاَ هَلُمَّ فَيُقَالَ: إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ. فَأَقُولُ: سُحْقاً سُحْقاً}{2} وفى رواية {لمن غيَّر بعدى}
غيرتم وبدلتم فلم أدافع عنكم وأنتم مزورون، ومذنبون وتاركون الصلاة عمداً

وعندنا في أهل السنة والجماعة من ترك الصلاة عامداً متعمداً بغير عذر يكفر والعياذ بالله، أما من يتركها كسلاً، أو تراخياً، أو توانياً، فهذا الذي يحتاج أن يراجع نفسه، وعلى إخوانه المسلمين أن يساعدوه، ويعضدوه ويعاونوه، حتى يخرج من هذه الكبوة، فإذا أصر علي تركه للصلاة  فعليهم أن يفارقوه حتى لا ينزل غضب الله عليه فيحفهم معه، لماذا؟ لأنه ورد عنها في الأثر: " من ترك صلاة الصبح فليس في وجهه نور ومن ترك صلاة  الظهر فليس في جسمه قوة، ومن ترك صلاة العصر فليس في رزقه بركة ومن ترك صلاة المغرب فليس في ولده ثمرة، ومن ترك صلاة العشاء فليس في نومه راحة " وهذه عقوبات فورية تنزل من الله بيّنها على لسان حُبيبه ومُصطفاه صلى الله عليه وسلم
{1} رواه أحمد، والطبراني، والبيهقي، وأخرين.
{2} عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ صحيح مسلم وأوله { أَنَّ رَسُولَ اللّهِ أَتَى الْمَقْبُرَةَ فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ. وَإِنَّا، إِنْ شَاءَ اللّهَ، بِكُمْ لاَحِقُونَ. وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا قَالُوا: أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللّهِ؟ قَالَ: «أَنْتُمْ أَصْحَابِي. وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ». فَقَالُوا: كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللّهِ؟ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلاً لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ. بَيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ. أَلاَ يَعْرِفُ خَيْلَهُ؟ قَالُوا: بَلَى. يَا رَسُولَ اللّهِ! قَالَ: «فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرّاً مُحَجَّلِينَ مِنَ الْوُضُوءِ. وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ (الحديث)}

الصوم إما أن يكون: فرضاً أو مستحبَّاً أو مكروهـاً أو محرَّمـــاً


أولاً: الصوم المفروض

1-    صوم شهر رمضان.
2-    صوم النذر: وهو إذا نذر المسلم أن يصوم يوماً أو أياماً لله فإنه يجب عليه صيامها، ويجب صيام هذه الأيام بعينها إن عيَّنها في نذره.
3-    صيام الكفارات: كما لو كان عليه كفارة يمين بالله، أو كفارة ظهار، أوكفارة الجماع في رمضان، أو كفارة القتل الخطأ، أو غير ذلك من الكفارات.
4-    صوم المتمتع بالعمرة في أيام الحج إذا لم يقدر على ذبح الهَدى الواجب عليه، فإنه يجب عليه أن يصوم ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله.
5-    صوم الفدية عن المخالفات التي وقعت من الحاج أو المعتمر أثناء الحج أو العمرة، مثل: تقليم الظفر، أو نتف الإبط أو إستعمال العطر أو قتل الهوام والحشرات غير السامة والمؤذية أو خلع ملابس الإحرام لغير عذر شرعي أو لبس شيء من المحيط أو المخيط بالنسبة للرجل، أو غير ذلك من محرمات الإحرام.

ثانياً: الصوم المستحب

1-    صيام ستة أيام من شوال لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ بِسِتٍّ مِنْ شَوَّالٍ فَكَأَنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ}{1}
2-    صيام يوم عرفة لغير الحاج، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالسَّنَةَ الْبَاقِيَةَ}{2}
3-    صوم تسعة ذي الحجة: يستحب لغير الحاج صيام تسعة أيام من أول ذي الحجة، لحديث هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: {كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ وَثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ أَوَّلَ اثْنَيْنِ مِنَ الشَّهْرِ وَالْخَمِيسَ}{3}
4-    صيام يوم عاشوراء وتاسوعاء، لقوله صلى الله عليه وسلم: {صَوْمُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ يُكَفِّرُ سَنَةً مَاضِيَةً}{4}
وما ورد عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {إِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ ، فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم}{5}
5-    صوم شهر المحرم، لحديث أبي هريرة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: {أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ}{6}
6-    صوم يومي الإثنين والخميس، لحديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أكثر ما يصوم الإثنين والخميس، فقيل له، فقال: {إِنَّ الأَعْمَالَ تُعْرَضُ كُلَّ اثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ، فَيَغْفِرُ اللَّهُ عز وجل لِكُلِّ مُسْلِمٍ أَوْ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ إِلا الْمُتَهَاجِرَيْنِ، فَيَقُولُ: أَخِّرْهُمَا}{7}
كما أكدت السيدة عائشة أنه صلى الله عليه وسلم كان يتحرى صيام الإثنين والخميس، وقال الترمذي إنه حسن صحيح.
7-    صوم ثلاثة أيام من كل شهر، لوصية النبي صلى الله عليه وسلم لسيدنا أبي هريرة كما حكى هو :{أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلاثٍ لا أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ، صَوْمِ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلاةِ الضُّحَى، وَنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ}{8}
8-    صوم داود، وهو صوم يوم وإفطار يوم، وهو أحب الصيام وأفضله، لحديث ابن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {أَفْضَلُ الصِّيَامِ صِيَامُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلام، كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا}{9}
9-    الصوم في الأشهر الحرم: وهي: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب، ويستحب فيها الصوم لحديث مجيبة الباهلية عن أبيها أو عمها أنه صلى الله عليه وسلم قال: {صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ، وكررها ثلاثاً}{10}
10-    الإكثارمن الصيام في شعبان، لما ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم أكثر أيام هذا الشهر، ولما سُئل عن ذلك قال: {هُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ }{11}
11-    الأيام الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر {صحيح البخاري – باب صيام الأيام البيض}.
12-    صوم العُزَّاب: العزب هو من لا زوج له، فإذا لم يقدر على نفقات الزواج فليكثر من الصوم ليكسر الشهوة، لحديث ابن مسعود رضي الله عنه أنه: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ}{12}

ثالثاً الصوم المحرم:

1-    صوم يوم العيدين، عيد الفطر وعيد الأضحى.
2-    صيام أيام التشريق الثلاثة لغير الحاج الذي عليه صيام واجب في أيام الحج، وهي اليوم الثاني والثالث والرابع من أيام عيد الأضحى.
3-    أيام الحيض والنفاس.
4-    صوم المريض الذي يخشى على نفسه الهلاك.

رابعاً: الصوم المكروه تنزيهاً:

1-    صيام يوم عرفة للحاج.
2-    صيام يوم الجمعة، أو السبت منفردين، لحديث: {لا يَصُمْ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، إِلا أَنْ يَصُومَ قَبْلَهُ، أَوْ يَصُومَ بَعْدَهُ}{13}
3-    صوم آخر شعبان، لقوله صلى الله عليه وسلم: {إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ، فَلا تَصُومُوا}{14}

خامساً: الصوم المكروه تحريماً:

1-    صوم السَنة كلها، لقوله صلى الله عليه وسلم: {لا صَامَ مَنْ صَامَ الأَبَدَ}{15}
2-    صوم المرأة غير رمضان بلا إذن زوجها وهو حاضر، لحديث المُصطفى صلى الله عليه وسلم: {لا تَصُمْ الْمَرْأَةُ يَوْمًا وَاحِدًا وَزَوْجُهَا شَاهِدٌ إِلا بِإِذْنِهِ إلا رَمَضَان}{16}
3-    صوم يوم الشك، وهو يوم الثلاثين من شعبان
.

معجزة الذبح في الإسلام


يعتمد الذبح في الإسلام على قطع العروق الدموية في مقدمة رقبة الحيوان ،وعلمياً عند قطع العروق الدموية يصاب الكائن الحي بالإغماء الفوري ،وسبب ذلك هو صعوبة وصول الدماء إلى الدماغ . من الأراء الشائعة أن الحيوان المذبوح يشعر بآلام بعد قطع الرقبة مباشرة ،وهذا خاطئ لأن الحيوان يكون فاقدا  للوعي تماماً ،إذن ما هو  تفسير الحركات التشنجية التي توحي بأن الحيوان يتألم ؟ ..
عند قطع هذه العروق الدموية مع عدم كسر عظام رقبة الحيوان المذبوح وهذا ما يحدث تماماً في طريقة الذبح الإسلامية، فإن تغذية الدماغ بالدماء تنقطع ،والدماغ لايزال حيا ، في الوقت الذي لا يزال الجهاز العصبي متصلاً بكل أجهزة الجسم  وعليه يقوم الجهاز العصبي بإرسال إشارات للقلب وللعضلات وللأجهزة الداخلية ولجميع الخلايا الموجودة في جسم الحيوان لإرسال دماء إلى الدماغ .. فتقوم  هذه الاجهزة والعضلات في جميع أجزاء جسم الحيوان بحركات تشنجية لدفع الدماء إلى القلب الذي يقوم بدوره بضخه؛ فيخرج خارج جسم الحيوان بدلاً من الصعود إلى الدماغ ،وذلك بسبب أن الأوردة قد قطعت في الرقبة ، وهكذا .. يظل الجهاز العصبي يرسل إشارات ، وأجهزة الجسم ترسل الدم فيخرج خارج جسم الحيوان ،إلى أن يتم تصفية جسم الحيوان من الدماء الموجودة فيه ،وبذلك فإن الحركات التشنجية التي يقوم بها الخيوان لاتعبر ن ألمه وإنما تعبر عما ذكرناه سابقاً . ومن الحكمة ما يحدث من تصفية لدماء الحيوان ،وذلك لأن الدم من أخصب البيئات لنمو الجراثيم ،كما تحمل مواد ضارة لجسم الإنسان ،ولو بقيت الدماء بعد موت الحيوان مباشرة فإنها تكون بيئة خصبة لنمو الجراثيم .

الجمال المحمدى ظاهره وباطنه


كل مؤمن يهفو بالإيمان قلبه يتوق إلى صاحب الأوصاف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، ويتمنى أن يُسعفه الله برؤيته وأن يحظى منه بنظراته ، ومناه وكل ما يتمناه أن يسمع بضع كلمات من عظيم كلماته حبَّذا لو كان له موجِّهاً وناصحاً ومرشداً فهذا غاية الغايات ومنى كلِّ أهل السعادات

ولما كان يتعذَّر على كثير من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وصفه ، ولم يصفه منهم إلا القليل وكان أكمل هذه الأوصاف ما وصفه به الإمام علي ، وهند بن أبي هالة ابن السيدة خديجة وسيدنا أنس بن مالك ، وجُلَّة من الصحابة الكرام حوالى الخمسة عشر صحابياً

وكان الكثير من ألفاظهم الواردة بالوصف الشريف -بحسب زمانهم- صعبة الفهم الآن على أهل زماننا ؛ فقد اجتهدت بتوفيق من الله ورعايته أن أترجم هذه الأوصاف بكلمات سهلة ميسرة يستطيع أن يفهمها أي إنسان، وهي كالتالي :

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حَسَنَ الْجِسْـمِ{1} ، فَخـْمَاً مُفَخَّمَاً{2} (عظيماً معظَّماً) ، أَحْسَنَ النَّاسِ وَجْهاً ، يَتَلألأُ (يستنير) وَجْهُهُ تَلأْلُؤَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ، وَأَحْسَنَهُمْ خُلُقاً ، لَيْسَ بِالطَّوِيلِ الْبَائِنِ وَلاَ بِالْقَصِيرِ{3} ، بَلْ كَانَ يُنْسَبُ إلى الرِّبْعَةِ –مَرْبُوعَاً{4} - إِذَا مَشَى وَحْدَهُ ، وَمَعَ ذَلِكَ فَلَمْ يَكُنْ يُمَاشِيهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ يُنْسَبُ إِلَى الطُّولِ إِلا طَالَهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم ، وَلَرُبَّمَا اكْتَنَفَهُ الرَّجُلان الطَّويلان فَيَطُولُهُمَا ، فَإذَا فَارَقَاهُ نُسِبَا إلى الطُّولِ ونُسِبَ هُوَ صلى الله عليه وسلم إلى الرِّبْعَةِ ، وَيَقُولُ  صلى الله عليه وسلم : "جُعِلَ الخَيْرُ كُلُّهُ فى الْرِّبْعَةِ"{5} ،

{وَكَانَ صلى الله عليه وسلم إِذَا جَلَسَ يَكُونُ كَتِفُهُ أَعْلَى مِنْ جَمِيعِ الْجَالِسِينَ{6} ، وَكَانَ صلى الله عليه وسلم عَظِيمَ الصَّدْرِ}{7} ، بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ{8} ، أَسِيلَ الْخَدَّيْنِ {لَيْسَ فِيْهمَا ارْتِفَاعٌ} ، شَدِيدَ سَوَادِ الشَّعْرِ{9} ، {نِاعِمَ أَمْلَسَ الشَّعْرِ مُتَمَوَّجاً قَلِيلاً}{10}

أَكْحَلَ الْعَيْنَيْنِ {11} {أَسْوَدَ الأجْفَانِ ، فِى بَيَاضِ عَيْنَيْهِ حُمْرَةٌ ، طَوِيلَ شَعْرِ الأجْفَانِ{12} ، مُقَوَّسَ الْحَوَاجِبِ مَعَ طُولٍ بِغَيْرِ اتِّصَالٍ بَيْنَهُمَا{13} ، طَوِيلَ الأنْفِ مَعَ دِقَّةِ أَرْنَبَتِهِ وَفِي وَسَطِهِ بَعْضُ اِرْتِفَاعٍ{13}أَبْيَضَ الأَسْنَانِ مَعَ بَرِيقٍ وَتَحْدِيد فِيهَا ، مُنْفَرِجَ الثَّنَايَا}{14} إِذَا تَكَلَّمَ رُؤِىَ كَالْنُّورِ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ ثَنَايَاهُ{15} {وَاسِعَ الفَمِّ}{16}

وَكَانَ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ عِبَادِ الله شَفَتَيْنِ وَأَلْطَفَهُمْ خَتْمَ فَمِ{17} {وكان صلى الله عليه وسلم أبيضاً مشوباً بحمرة{18} ، مُشـْرقَ اللَّوْنِ نيِّرُه{19} ، مُعْتَدِلَ الْخَلْقِ فِى السَّمِنِ ، بَدَنَ فِى آخِرِ عُمْرِهِ ، وَكَانَ مَعَ ذَلِكَ لَحْمُهُ مُتَمَاسِكَاً ، يَكَادُ يَكُونُ عَلَى الْخُلُقِ الأوْلِ لَمْ يَـضُرْهُ السِّمْنُ{20} ، يَشُعُّ النُّورُ مِنَ الأعْضَاءِ الْخَاليةِ مِنَ الشَّعْرِ}{21} ،

مَوْصُولَ مَا بَيْنَ اللَّبَّةِ {مِنْ أعْلَى الصَّدْرِ} إلَى السُّرَّةِ بِشَعْرٍ يَجْرِي كَالْخَط ، عَارِيَ الثَّدْيَيْنِ وَالْبَطْنِ مِمَّا سِوَىٰ ذٰلِكَ ، أَشْعَرَ الذرَاعَيْنِ وَالْمَنْكَبَيْنِ وَأَعَالِي الصَّدْرِ ، طَوِيلَ الزَّنْدَيْنِ {عَظْمَا الذِّرَاعِين} ، رَحْبَ الرَّاحَةِ{22}  {وَاسِعَ الْكَفِّ حِسَّاً وَعَطَاءاً{23} ، ضَخْمَ الْكَفَّين{24} ، قَالَ ابْنُ بَطَّال: كَانَتْ كَفُّهُ صلى الله عليه وسلم مُمُتَلِئَةً لَحْمَاً غَيْرَ أَنَّهَا مَعَ غَايَةِ ضَخَامَتِهَا وَغِلْظَتِهَا كَانَتْ لَيِّنَةً{25} ، كَمَا ثَبَتَ فِى حَدِيثِ أَنَسٍ قَالَ: " مَا مَسَسْتُ خَزًّا قَطُّ وَلا حَرِيرًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم "{26} ، وَكَانَ صلى الله عليه وسلم طَويلَ الأطْرَافِ طُولاً مُعْتَدِلاً}{27}

وَكَانَ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ قَدَمَاً{28} ، {فَقَدْ كَانَتَا مُرْتَفَعَتَينِ عَنِ الأرْضِ مِنْ وَسَطِهِمَا بِحَيْثُ لا يَمَسُّ وَسَطِهِمَا الأرْضَ}{29} ، وَكَانَ مَسِيحَ الْقَدَمَين{30} {أمْلَسُهُمَا مُسْتَويَهُمَا لَيِّنَهُمَا، بِلا تَكَسُّرِ وَلا تَشَقُّقِ جِلْدِهِ}{31} وَكَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إِذَا مَشَى {رَفَعَ رِجْلَيْهِ بِقُوَّةٍ{32} ، وَكَانَ وَاسِعَ الْخُطْوَةِ{33} خِلْقَةً لا تَكَلُّفَاً ، قَويَّ الأعْضَاء ، غَيْرَ مُسْتَرْخٍ فِي الْمَشْي{34} ، وَلا يَلْتَفِتُ وَرَاءَهُ إِذَا مَشَى ، وَكَانَ صلى الله عليه وسلم يَمْشِى مَشْيَاً يُعْرَفُ فِيهِ أَنَّهُ لَيْسَ بِعَاجِزٍ وَلا كَسْلانٍ}{35}

وكان صلى الله عليه وسلم لا يَعُبُّ ولا يَلْهَث{36} وكان صلى الله عليه وسلم إِذَا مَشَى مَشَى أَصْحَابُهُ أَمَامَهُ وَتَرَكُوا ظَهْرَهُ لِلْمَلاَئِكَةِ{37} ، وكان صلى الله عليه وسلم لاَ يَطَأُ عَقِبَهُ رَجُلاَنِ{38} ، {وإنْ كَانُوا ثَلاثَةً مَشَى بَيْنَهُمَا ، وإِنْ كَانَ جَمَاعَةً قَدَّمَ بَعْضَهُمْ}{39}

وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال: "مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَحْسَنَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَأَنَّ الشَّمْسَ تَجْرِي فِي وَجْهِهِ ، وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَسْرَعَ فِي مِشْيَتِهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَأَنَّمَا الأَرْضُ تُطْوَى لَهُ ، إِنَّا لَنُجْهِدُ أَنْفُسَنَا وَإِنَّهُ لَغَيْرُ مُكْتَرِثٍ"{40}

وَكَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم نُورَاً فَكَانَ إِذَا مَشَى بِالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ لا يَظْهَرُ لَهُ ظِلٌّ}{41} وكَانَ وَجْهُهُ مِثْلَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ، وَكَانَ مُسْتَدِيراً{42} قَالَتْ أُمُّ مَعْبَدٍ فِي بَعْضِ مَا وَصَفَتْهُ بِهِ: أَجْمَلُ النَّاسِ وَأَبْهَاهُ مِنْ بَعِيدٍ ، وَأَحْسَنُهُ وَأَجْمَلُهُ مِنْ قَرِيبٍ{42}

{وَكَانَ صلى الله عليه وسلم وَاسِعَ الظَّهْرِ ، مَا بَيْنَ كَتِفَيهِ خَاتَمُ النُّبوَّةِ ، وَهوَ مِمَّا يَلِي مِنْكَبَهُ الأيْمَنِ ، فِيهِ شَامَةٌ سَوْدَاءُ تَضْرِبُ إلَى الصُّفْرَةِ حَوْلَهَا شَعَرَاتٌ مُتَوَالِيَاتٌ كَأَنَّهَا عُرْفُ فَرَسٍ}{43} ، وَكان خاتمه صلى الله عليه وسلم غُدَّةً حَمْرَاءَ مِثْلَ بَيْضَةِ الحَمَامَةِ{44}

وكان صلى الله عليه وسلم أجْوَدَ النَّاسِ صَدْرَاً وأصْدَقَ النَّاسِ لَهْجَةً وأليَنَهُمْ عَرِيكَةً وَأَكْرَمَهُمْ عِشْـرَةً {أَحْسَنَهُمْ مُعَاشَرَةً} ، خَافِضَ الطَّرْفِ {النَّظَر} ، نَظَرُهُ إِلَى الأَرْضِ أَطْوَلُ مِنْ نَظَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ، جُلُّ نَظَرَهِ الْمُلاَحَظَةُ{45} يُقَدِّمُ أصْحَابَهُ بَينَ يَدَيْهِ}{46} ، وَيَبْدَأُ مَنْ لَقِيَهُ بالسلاَمِ ، مَنْ رآهُ بَدِيهَةً هَابَهُ ومَنْ خَالَطَهُ مَعْرِفَةً أحَبَّهُ ، يَقُولُ نَاعِتُهُ: لَمْ أرَ قَبْلَهُ وَلا بَعْدَهُ مِثْلَهُ{47} تَوَفَّاهُ اللّهِ وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعْرَةً بَيْضَاءَ{48}

تابع كل جديد برسالة الكترونيه لـ إيميلك فورا

المتابعون